صرخة قوية تلك التي أطلقها ساكنة “قرية الجماعة” بسباتة في الدار البيضاء، و السبب هو التماطل في إعادة بناء المسجد العتيق،دون سبب ولا توضيح من الجهات المسؤولة، التي أهملت هذا الصرج الديني حتى أصبح مأوى للمجرمين و السكارى و تحول من مكان للعبادة إلى مرتع للأزبال.
إعادة بناء المسجد بتعليمات ملكية و ارتياح مؤقت:
أكد السكان في اتصال هاتفي، أنه في أعقاب الزيارة الملكية للبيضاء، أعطى الملك محمد السادس تعليماته من أجل إعادة بناء المسجد العتيق في 3 من أكتوبر 2014،و قُدمت للملك لوحة معلومات حول البناء تضمنت بالأساس موعد بداية الأشغال في أكتوبر 2014، بغلاف مالي يقدر 12,5 مليون درهم في حين لا تتجاوز مدة بنائه 16 أشهر، مما شكل ارتياحا لذى ساكنة الحي بعد قضائهم لأكثر من 5 سنوات بدون مسجد بعدما قررت وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية إغلاقه، بسبب الغش الذي رافق إعادة ترميمه.
توقف أشغال إعادة بناء المسجد فجأة و القلق بدأ يطرق باب الساكن:
سرعان ما تحول الارتياح إلى قلق، بعدما توقفت أشغال البناء بعد أشهر قليلة من استئنافها، يحكي عبد الواحد من ساكنة الحي اللذين جعلوا من المسجد قضيتهم الأولى :لا نطالب سوى بمسجد نؤدي فيه الصلاة أليس من حقنا؟ طرقنا جميع الأبواب، راسلنا وزارة التجهيز و وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية، و حتى ديوان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ، دون أن نتوصل بأي رد لحدود الساعة.
تحول المسجد من مصدر هدوء و طمأنينة الي مصدر إزعاج و خوف:
بعد الاهمال الذي طال مكان المسجد، و إبقاء كل معدات البناء الخطيرة بما فيها الرافعة، تحول محيط المسجد إلى مصدر خطر على أطفال الحي، خصوصا و أنه أصبح ملاذا للمجرمين الباحثين عن مأوى، و الكلاب الضالة و مرتعا للأزبال .و في ذات السياق، قال خالد من السكان المجاورين للمسجد ل “خبارنا.نت” بحرقة “بعدما كنا نسمعو صوت الأذان في الظهر و العصر…ولينا نسمعوا زيدو 120 ” بفعل الباعة المتجولين اللذين استغلوا المكان في غياب الحسيب و الرقيب”.
إصرار الساكنة رغم جبن و تملص المسؤولين:
حقهم في الدفاع عن استكمال بناء مسجدهم، لن ينتزعه منهم أحد هكذا أكد جل السكان، رغم تملص العديد من المسؤولين من مسؤوليتهم تجاه،ساكنة لا تطلب المستحيل، أملها فقط أن تؤذي فريضة الصلاة في المسجد بخشوع، و ليس في الشارع و هي تسمع الكلمات النابية من كل حذب و صوب.