في ظل الإنتاجات المسرحية الجديدة التي تشهدها الساحة المغربية ، و بحكم الأنشطة الفنية و الثقافية المتعددة التي ما فتئت ترى النور تثمينا للعطاء المسرحي و تفعيلا للحراك الإبداعي، أبدعت فرقة “مسرح الكاف” في عرضها ما قبل الأول لمسرحيتها الجديدة”لكم يدي” و الذي اختارت أن تقدمه يوم الجمعة الأخير بقلب منطقة ابن مسيك بالدار البيضاء بكل ما تحمله هذه المنطقة من دلالات نضالية و ثقافية و فكرية و فنية ، بدعم من وزارة الثقافة و بشراكة مع جمعية فنون و ثقافات ، حيث التأم جمهور عريض من بينه فنانون و مثقفون و إعلاميون بقاعة كمال الزبدي ليستمتعوا بهذا العرض الفني الرائع الذي يلامس واقع الحياة من خلال شخصيتين أثرتا بشكل كبير على المشهدين الثقافي و الفكاهي و يتعلق الأمر بكل من سعيد الصديقي أخ المسرحي الطيب الصديقي و الملقب”بعزيزي” إلى جانب “كيرا” الشخصية الشعبية الساخرة المعروفة في الحي المحمدي، حيث سيجمع كاتب المسرحية الأستاذ الكاتب و الصحفي “حسن نرايس” بين شخصيتين في حانة لتدور أحداث تمتح تفاصيلها من عقلية و أسلوب الشخصيتين المذكورتين أي شخصية “عزيزي” القادم من عالم الفكر و الثقافة و المتمرد على الواقع المتناقض بسيف سخرية لاذع و شخصية كيرى التي تعد في تفاصيل سيرتها إستمرارا لأسطورة “جحا” ، الساخرة من ترهات جعلها البعض تقليدا لابد منه.
كانت جميلة بطلة الرواية و الشخصية المحورية في المسرحية هي عصب القضية التي طرحها الأستاذ”حسن نرايس” في هذا العمل من دراما سيرة “جميلة”التي خدشها القبح و تسلط عليها “الهيش” ليجعل يوميات الحياة تعاسة لتجد نفسها تلتقي مع كنه الثقافة الساخرة التي يقدمها “عزيزي” و “كيرا”.
هذا العمل الذي أخرجه بشكل بديع المسرحي المقتدر “عبد الإله عاجل” الذي جسد في الأن نفسه دور “كيرا” و “الهيش” ليجمع المتناقضين في قالب فني لا يتمتع به إلا الكبار و جسد دور “جميلة” الفنانة الكبيرة “الزهرة نجوم” التي مزجت في هذا الدور بين الدراما العميقة و السخرية المضحكة المبكية ، لتلاقي عشرات الأيدي تصفق لأدائها المتميز.
و قد شارك في تشخيص رواية المسرحية باقة من الفنانين المبدعين ، الشرقي سروتي، فؤاد سعد الله، حميد رشدي، صلاح العسري ،سينوغرافيا نورا إسماعيل، المحافظة العامة حسن واعراب، ديكور سعيد شراكة، الإنارة والصوت عصام عاجل..
ويذكر أن مسرحية ” لكم يدي” تعد ثاني عمل مسرحي يجمع بين الكاتب المسرحي حسن نرايس والمخرج عاجل عبد الإله بعد مسرحية ” صرخة شامة”.