براريك قصديرية التصقت ببعضها البعض بسوق السالمة بحي العهد الجديد، مقتسمة سقفا من لوحات حديدية وقطع بلاستيكية للحد من حرارة الشمس الحارقة، ممرات ضيقة خنقتها الصناديق الخشبية والعربات المجرورة، اكتظاظ حيواني إنه بدون شك “سوق الكوارث”.
لكن الغريب أن باعة الخضر بهذا السوق لم يعودوا يكتفون ببيع الخضر بالسوق بل أصبحوا يستعملون الأماكن التي استغلوها كمخازن لسلعهم و مكان تبيت فيه دوابهم التي تتقاسم المبيت أحيانا مع المتشردين “المغاربة”، هذا دون ذكر الحوادث المتكررة التي كانت تحصل بين الفينة والأخرى (ضرب وجرح واغتصاب وإخفاء المسروق وغيرها من الأعمال الإجرامية المعروفة …).
و رغم انعدام الماء الصالح للشرب والكهرباء بالسوق، نجد ساكنة سباتة وابن امسيك والسالمية يتهافتون على خضر وفواكه أخذت حقها من الحرارة، وتجد المستهلك وبدون طرق أبواب الجودة التي افتقدت في مكان لا يتوفر على شروط الصحة، وغياب المراقبة حيث كل شيء مباح أمام أعين السلطات المحلية المكلفة بالتقصي وتتبع كل ما هو مخالف لقوانين التغذية المعمول بها ليس وطنيا فحسب بل عالميا أيضا … و لأن سوق السالمة بالعهد الجديد يتواجد على أرض تابعة للدولة (…) أو سبق لأحد أعيان ابن امسيك أن وهبها للدولة على أساس إقامة سوق نموذجي تستفيد منه ساكنة ابن امسيك وقاطني دور الصفيح، فقد سال لعاب المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بخصوص هذه الأرض وكانوا يقومون بلقاءات واجتماعات سرية للتفكير في الطريقة المناسبة للاستفادة من هذه الأرض الهبة، قبل أن يأتي الفرج بأن أسسوا ودادية سكنية لموظفي عمالة مقاطعات ابن امسيك، و بطرق احتيالية تأسس المكتب بدون جمع عام تأسيسي و حصلوا على الوصل النهائي في غضون يومين وباتفاق مسبق مع كل الأطراف تقدمت الودادية بطلب الاستفادة من أرض السوق النموذجي السالمة بحي العهد الجديد، من أجل بناء عمارة مكونة من 68 شقة، سيستفيد منها موظفو العمالة عن طريق القرعة.
في البداية كان كل شيء على ما يرام، لكن المفاجأة أن الموظفين المستفيدين من هذه الشقق تنازلوا عنها مقابل مبالغ مالية مهمة، وفي صبيحة يوم الأربعاء 19 أكتوبر 2016، على الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا، حضر إلى عين المكان (سوق السالمة) المسؤولون على حملة هدم البراريك بجرافات خديجة بنشويخ، (بمقالي هذا لا أدافع عن أي خرق للقانون مهما كانت مبرراته وهذا حال الكثير من جمعيات المجتمع المدني والمتتبعين، ولكن من الضروري التفكير في إيجاد حل لهؤلاء الباعة الجائلين)، فالجميع يعرف ملابسات إعادة تهيئة منطقة ابن امسيك على مستوى الوكالة الحضرية والتلاعبات التي شابتها، حيث لم يسبق لنا كإعلاميين أو متتبعين للشأن المحلي أن استدعينا لحضور الاجتماعات السرية التي عقدها أعضاء ومؤسسو الودادية والمستفيدون منها، فحتى القرعة أجريت في ظروف غامضة فعن أية حكامة تتحدثون ؟
هل يعقل أن يحكم بضعة “مسؤولين” و من وراء مكاتب مكيفة على منطقة بكاملها بالجمود وعلى قطاع التعمير و البناء بكل ما يمثله من قيمة مضافة بالشلل التام، نحن مع محاسبة كل من يخرق القانون و لكن الأولى بالمحاسبة و المحاكمة هم هؤلاء المسؤولين الذين يعرفهم الجميع و زكمت رائحة سلوكياتهم الأنوف . إن منطقة ابن امسيك تعرف خروقات بالجملة في جميع الميادين، و أراضي ابن امسيك، تجسد مثال القصعة التي “تداعى” عليها الأكلة …. الجياع، التخريب والدمار وقطع الأشجار والانتحار وغياب الحكامة الجيدة …… هل صحيح منطقة ابن امسيك موجودة في الدار البيضاء أم قرية بموريتانيا؟
فهل السيدة العامل خديجة بنشويخ على علم بالأسرة الكبيرة التي كانت في يوم من الأيام تقطن بكاريان ابن امسيك (البلوك) و التي لم تستفد بعد من حقها الدستوري في الحصول على بقعة أرضية أو شقة تقيها وأطفالها الصغار من حر الصيف والأمطار، إن هذه الأسرة التي كانت من أول القاطنين و من العار أن يناموا في الشارع العام يفترشون الأرض، والدائرة الأمنية 21 وقائد الملحقة 57 مكرر ومقدم الحي يعرفون مكان تواجدهم، و هل من لجنة تتكلف بحل مشكل هذه العائلة و الضرب بيد من حديد على كل من كانت له مصلحة في تشريد هذه العائلة الكبيرة، وإن خوفنا أن يكون ما يمارس بحقهم قائم على أساس عنصري (…).
ستقولون، الكل يكتب و ينصب نفسه قاضيا في موضوع شائك ألا و هو التعمير، بمنطقة ابن امسيك، لكن أمن العيب والعار أن نسأل عن دفتر التحملات وعن تصميم التهيئة؟ لقد تم تدمير مستقبل وحاضر منطقة ابن امسيك/سباتة/السالمية، من قبل العمال السابقين و الحاليين، كانوا يخططون في الخفاء ويقسمون ويرسمون الدوائر الانتخابية وفق مقاربات أمنية صرفة تخدم أجندات لا يعلمها إلا القائمون على دواليب وزارة الداخلية، و هنا نتوجه بسؤال للسيدة العامل بنشويخ : من أغرق وطوق منطقة السالمية (حي النصر و الهراويين) بحزام من البناء العشوائي تم توظيف ساكنتها كأصوات انتخابية عند الطلب قبل أن تم نسيانهم، يتناسلون بدون تجهيزات ولا مستقبل ؟ التجزئات السكنية تم طبخها دون دفتر التحملات، الكل يتكلم عن الشيخ م.د بالملحقة الحضرية 62 و اغتناءه الفاحش الكل يتحدث عن ولد البوعار و سوق المتلاشيات بحي النصر و كيف أنه يستفيد من كل ما يحجزه خليفة قائد الملحقة 61 بسباتة (حناتي) هذا الأخير يقوم بعمل جبار و هو محاربة الباعة الجائلين و لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة لماذا كلما حجز عربة مجرورة أو كروسة أو عند هدم كاريان ابن امسيك أو سوق السالمة كان هو المكلف بجمع كل المتلاشيات و رميها بل بيعها لولد البوعار بحي النصر هذا العمل ترك مجموعة من التساؤلات حول من له المصلحة في توظيف خليفة القائد حناتي ليقوم بهذه المهمة، هذا دون ذكر أننا قمنا بزيارة لهذا السوق العشوائي و لاحظنا وجود الغطاءات الفولاذية الخاصة بالبالوعات، فهل ستقوم المصالح الأمنية بحملة على مستوى هذا السوق المفتوح في وجه كل ما هو غير قانوني؟
فاختفاء تلك الغطاءات الفولاذية من بعض الأزقة و كذا الأماكن النائية خصوصا أثناء الليل و خصوصا بحي الحسنية 1 / 2/ 3 ، ترك آثار سلبية ناجمة عنها ، حيث أن إبقاء البالوعات مفتوحة في الشوارع، و التي يصل عمق بعضها إلى مترين أو أكثر، يشكل خطرا قاتلا يتربص بحياة المارة من كبار السن و ضعاف البصر و الصغار و المركبات الذين قد يسقطون فيها ، و إن ظاهرة سرقة الغطاءات الفولاذية تؤدي إلى تدهور حركة السير ليلا بسبب انعدام رؤية الفتحات التي سرقت أغطيتها …
إذا كانت السالمية و الهراويين و حي النصر منطقة للبناء العشوائي و الغير القانوني فبفضل بعض المسؤولين، فهل قام رئيس الدائرة الحضرية سباتة (عبدالواحد) بعمله و قام بجولة بحي النصر و الهراويين و فتح تحقيق حول البناء العشوائي المستشري و تحسن الأوضاع المادية لبعض المسؤولين (أعوان السلطة مثلا) و ظهور آثار النعمة عليهم بشكل مشبوه و مفضوح …
وللحديث بقية