على ناصية الطريق بحي سيدي عثمان، يجتمع عدد من الأشخاص حول امرأة بلباس تقليدي (جلباب) متسخ، إنها لا تطلب صدقة أو تائهة وسط الحي لكنها تحمل كيسا بلاستيكيا مثقلا باللحوم، ومن يحومون حولها يحاولون مساومتها لاقتنائه.
غير بعيد عن سينما العثمانية، بحي سيدي عثمان الشعبي، ظل مواطنون يحومون حول أشخاص يحملون أكياس بلاستيكية بيضاء ملطخة بالدم تحتوي على كميات كثيرة من اللحم، إنهم تجار “لحم العيد” يعرضون بضاعتهم للمشترين بعيدا عن أعين السلطات.
في الساعات الأولى من صباح يوم ثاني عيد الأضحى، يتحول المتسولون في مدينة البيضاء إلى باعة لحوم يعرضون بضاعتهم من لحم جادت به أيادي المحسنين. زبناءهم من كافة الطبقات الاجتماعية ليس بالضرورة فقراء، يقول مصدر قابلناه بالمكان المذكور، والذي كشف لنا أن عائلات في بحبوحة من العيش تزور المكان لاقتناء اللحم «ديال السعاية»، أما باقي اللحم فيتوزع على بائعي الوجبات السريعة.
تحت أشعة الشمس الساطعة يتحرك أشخاص وهم يحملون أكياسا تخفي كميات من اللحم، يتفاوضون عن قرب مع الزبون ويقترحون عليه أثمنة بخسة، إذ يترواح ثمن الكيلوغرام الواحد ما بين20 و30 درهما إلى 50 درهما في أحسن الأحوال.. “يلا كانت اللحيمة جديدة” يقول أحد ممارسي هذه التجارة.
وتقول بائعة يبدو من لباسها المهترئ أنها متسولة، إن الناس في أحيان كثيرة يفضلون شراء اللحم المعروض بـ”العرام”، الذي يتراوح ثمنه ما بين 30 و50 درهما. البائعة بعدما ايقنت أننا لا نريد شراء اللحم بقدر ما نطرح أسئلة كثيرة، توجهت لنا بالكلام: “يلا بغيتي اللحم خوديه الى بغيتي شي حاجة أخرى سيري حيدي من هنا”، الأمر متوقع لأنها تجارة تجري بعيدا عن أعين السلطات، والباعة يتوجسون من أي خطوة أو زائر لا تظهر عليه رغبة الشراء.
أحد المشترين، الذي ظفر بكيس به قرابة 4 كيلوغرامات من اللحوم، قال لنا: “معنديش مشكل نشري من هنا، خصوصا أن اللحم رخيص، لا غلا على مسكين، هوما ما خسرين عليه والو غير طالبينو باش يبيعوه».