سبق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، منذ سنتين أن أعطى إنطلاقة مشروع إعادة بناء المسجد “العتيق” بعمالة مقاطعات بن مسيك بجهة الدار البيضاء الكبرى في إطار البرنامج الوطني لتأهيل المساجد وقاعات الصلاة الآيلة للسقوط، الذي تم إعداده بناء على التعليمات الملكية السامية، وذلك اعتمادا على عملية للمراقبة والفحص التقني أشرفت عليها وزارتي الأوقاف والشؤون الإسلامية والداخلية.
وكان مقررا إعادة بناء هذا الصرح الديني، الذي كان سيتسع لقرابة 1600 مصلي ومصلية، من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في أجل 16 شهرا، وبغلاف مالي إجمالي قدره 5ر12 مليون درهم على قطعة أرضية مساحتها 2065 متر مربع وفق الطراز المعماري المغربي الأصيل سيشتمل على قاعتين للصلاة – واحدة للرجال وأخرى للنساء – ومكتبة، ومدرسة قرآنية، وسكن للإمام وآخر للمؤذن، ومحلات تجارية، وعدد من المرافق الضرورية للمصلين والقيمين على الشأن الديني.
التعليمات الملكية السامية كانت واضحة هي إعادة بناء هذا المسجد تجسيدا بليغا للاهتمام الخاص الذي يوليه أمير المؤمنين، حفظه الله ، لحماية والنهوض بأدوار المساجد التي تعد أمكنة للعبادة، والتوجيه، والإرشاد، ومحو الأمية.
المهم حتى من هادشي مادّار و المواطنون اليوم يستنجدون بصاحب الجلالة “أغيثنا يا أمير المؤمنين” بعد عدة شكايات وجهوها لجميع المسؤولين دون أن يتلقوا أي رد.
اليوم يتساءل السكان ، عن عدم تنفيذ التعليمات السامية للملك، من أجل إعادة بناء المسجد العتيق.
وأفاد مصدر من ساكنة قرية الجماعة بحي سباتة، في تصريح للمغرب 24، أن المسجد العتيق الذي أعطيت الانطلاقة لإعادة بنائه في 3 أكتوبر 2014، توقفت فيه الأشغال لأسباب مجهولة، وأن المسؤولين لم يتوصلوا إلى حل لاستئناف إعادة بناء المسجد المذكور، بالرغم من أن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، كان قد أفاد أن مدة الأشغال لن تتجاوز 16 شهرا.
وأضاف المصدر ذاته، أن السكان يضطرون إلى أداء الصلوات الخمس في الهواء الطلق بأحد الأماكن العمومية، وهو الأمر الذي سيزيد من معاناتهم خاصة مع شهر رمضان، مشيرا إلى أن مكان المسجد العتيق بسباتة أصبح مرتعا للمتسكعين ولبعض الممارسات المخلة بالحياء التي يقوم بها بعض الشباب.
وفي السياق ذاته، كانت جمعية الأمل، قد وجهت رسالة مفتوحة، إلى كل من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الداخلية، ووزير التجهيز والنقل، بخصوص المسجد العتيق بقرية الجماعة بعمالة مقاطعة ابن امسيك بالبيضاء، منبهة في هذه الرسالة إلى الحالة المزرية التي أصبح عليها المسجد بعد هدمه لإعادة بنائه وتوقف الأشغال فيه لأسباب مجهولة.
وأوضحت الرسالة ذاتها، أن المسجد المذكور أصبح مرتعا للمتشردين وفي بعض الأحيان يستغل لأغراض غير أخلاقية، مضيفة أن وزير الأوقاف أحمد التوفيق كان قد اصدلى في تصريح له بمناسبه تدشين المسجد سالف الذكر، بأن مدة الأأشغال لن تتجاوز ستة عشر شهرا وأن لجنة مشتركة بين وزارة الداخلية والأوقاف والمالية ستسهر على تنفيذ المشروع لكن توقفت الأأشغال وبقين رافعة هناك تدور بفعل الرياح طولها خمسون مترا وتشكل خطرا على الساكنة ومهددة بالسقوط.
وأضافت الرسالة المذكور، ان توقف الأشغال حرم الساكنة من أداء الصلوات الخمس قرب منازلها منذ إغلاقه في 2011، مطالبة الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة الأوقاف والداخلية والتجهيز من أجل التدخل لإصلاح الخلل وإنقاذ هذه المعلمة من الزوال.