الرياضة بحي مولاي رشيد بين الإهمال والإسمنت
30 يونيو 2016
أهم الأخبار
260 زيارة
كانت منطقة حي مولاي رشيد ولا تزال مرتعا خصبا للمواهب الرياضية في مختلف المجالات ،ومنبعا راسخا لأبطال لمعوا على المستوى الوطني والقاري ،خصوصا الرياضات المتاحة والتي لا تتطلب اشتراكا خاصا أو نواد مغلقة خاصة بعلية القوم ،والى اليوم ،لم يتغير شيء فالمادة الخام للإبداع متوفرة كما في السابق وربما بجودة أكبر،لكن يبقى الفضاء الذي تحتاجه للتشكل هو مربط الفرس والمعادلة الصعبة التي لا يستطيع أيا كان التصدي لها او حلها .
لا تزال أعين أبناء الحي من الاجيال السابقة تشخص أمام هاته البنايات الجديدة التي ملأت الحي ،ليس لروعة عمرانها ولكن لأن تحتها ذكريات كثيرة وملاعب كانت إلى وقت قريب تساهم في خلق حركية لا مثيل لها في حي مولاي رشيد ،ولو سألت هؤلاء عن نهايات الاسابيع بين الأمس واليوم لأجابوا بحنين إلى الذكريات وحزن دفين .فالفضاءات التي دفنها الإسمنت لا يدفنها التاريخ ،بدءا من ملعب الكلية ومرورا بملعب (باعروب) الذي يحمل إسم (ابا العربي)رحمه الله وهو من الرجال الذين قدموا أشياء كثيرة لكرة القدم والرياضة
بالمنطقة ،ملعب المجموعة السادسة الذي اندثر كذلك ،ملعب حي الرجاء الثاني ……ملاعب ومعالم لن تعود وفي المقابل ذكرياتها لن تموت لأنها جزء من ذاكرة هذا الحي وماضيه المتميز والذي يقابله حاضر أقل تميزا على الأقل على مستوى الحراك الرياضي ،فشباب الحي اليوم يعيشون آنحسارا ملحوظا في عدد الفضاءات المخصصة لمزاولة الأنشطة الرياضية ،والأكيد أن تجارب التسيير السابقة هي المسؤول الأول عن هكذا وضع ،ولعل مبادرة فضاءات القرب قد خففت وللأمانة من حدة الوضع ، لكنها تبقى غير قادرة على استيعاب جل شباب المنطقة ،بالإضافة إلى عدم إمكانية ولوجها من طرف الجميع ،إما عن جهل أو بسبب استغلالها من طرف القائمين عليها لتحقيق مكاسب مادية أو التمييز في منح فرص الممارسة ،كما أن أكبر منشأة رياضية في الحي وهي المركب الرياضي مولاي رشيد ليست مفتوحة في وجه العموم ،لأن الممارسة في مثل هاته المنشآت تخضع لضوابط وقوانين لا تشمل على الأقل أبناء الحي .ولا يعود السبب في ذلك إلى جهة معينة بقدر ما يعزى إلى غياب تواصل فعلي بين المنتخبين وجمعيات المجتمع المدني من أجل استغلال أفضل ،متوازن ومتاح لجميع أبناء المنطقة .
2016-06-30