بقلم عبد المجيد مصلح
إن حاجة المجتمع المدني و الساكنة بتراب عمالة مقاطعات ابن امسيك، لتفريغ عما يجول بداخلهم من هموم و أوجاع كانت دافعا رئيسيا للتوجه نحو إذاعة عين الشق، و برامجها القيمة التي أضحت مرتبطة بهموم و قضايا الناس الحياتية، و ممكن اعتبارها منبر من لا منبر له من أجل حل قضاياهم العالقة في ظل المشاكل التي يواجهونها للحصول على حلول لها عبر وضع شكايات أو ملتمسات أو استعطاف أو برامج تخدم المنطقة التي يمثلونها بمكتب الضبط بالعمالة.
و الذي يجب أن نعترف به كمتتبعين للشأن المحلي و كإعلاميين بمنطقة ابن امسيك يبقى أن هذه البرامج تمكنت من إيجاد الحلول لأغلب القضايا التي وجدوا فيها سُلماً للقفز على الحواجز المخزنية التي اعترضت طريقهم للحصول على حلول فورية و سريعة لها، و يرجع بعض الفاعلين الجمعويين، توجه المجتمع المدني ابن امسيك/سباتة، نحو هذه البرامج إلى القصور بالإدارات العمومية و عدم تلبيتها لحاجيات الساكنة، مع العلم أن برنامجا واحدا يبقى غير كافي لعرض آراء و مشاكل الساكنة لكنها في المقابل تبقى محاولة طيبة لتعزيز فهم المجتمع لحقوقه، لا سيما محاربة الفساد في مقاطعات ابن امسيك/سباتة، و أكيد أن هناك فئة لن تقبل مثل هذه البرامج التي تعتمد خصوصا النقد القوي و غياب تفهم أن النقد يهدف لمعالجة الأخطاء…
فصعوبة التواصل مع السيدة خديجة بنشويخ عامل عمالة مقاطعات ابن امسيك، كانت دافعا للمجتمع المدني للتوجه إلى إذاعة عين الشق لطرح الكثير من القضايا الخاصة بأمورهم المعيشية اليومية عبر الهواء مباشرة و كلهم أمل في أن ينجحوا في الكثير منها، كما أن من بين الأشياء التي تعزز الثقة بين المجتمع المدني و هذه البرامج التي تبث عبر إذاعة عين الشق هو إشراك المسؤولين في الحديث عن مشاكلهم و همومهم و محاولة حلها…
عطفا على ما حدث يوم الجمعة 6 يناير 2017، عند إقدام المهندس أحمد العكوري و رئيس جمعية تدبير و تسيير القاعة المتعددة الاختصاصات و ملاعب القرب سباتة، على مضايقة الفاعل الجمعوي شفيق هجري، أثناء قيام هذا الأخير بالتعريف بمشاكل القاعة المغطاة و كيف أن ساكنة منطقة سباتة لا تستفيد منها و أن المشروع الملكي الذي تبناه جلالته شخصيا ليستفيد منه أطفال و شباب المنطقة أصبح مشروعا مدرا للربح . و أثناء فترة نقل آذان صلاة المغرب هاجم مهندس مقاطعة سباتة السيد أحمد العكوري الفاعل الجمعوي شفيق هجري مستعملا لفظا خطيرا و هو كالآتي: (و الله احتا نذبح امك…) بل إنه ثار في وجه معد البرنامج و هو يقول هل استضفتنا في برنامجك من أجل تمرير رسائل لأشخاص غير مسؤولين و لا علاقة لهم لا بالرياضة و لا بهموم و مشاكل المقاطعة، وقد صرح شفيق هجري “لقد تعرضت للمضايقة و لم يسلم من المضايقات كل الحضور و قررت رفع دعوى قضائية ضد المهندس أحمد العكوري بل و سأطلب الحماية لأنني بث أخاف على نفسي من بطش المهندس و رئيس جمعية تدبير و تسيير القاعة المتعددة الاختصاصات و ملاعب القرب سباتة”.
لقد جئنا، حسب قول، الفاعل الجمعوي شفيق هجري، لنقل هموم و معاناة ساكنة سباتة لكن مهندس مقاطعة سباتة سعى في المقابل إلى طمس و إسكات صوتي تخوفا من فضح سياسته و انتهاكاته مشيرا إلى أن هذه التجاوزات لم و لن تخدم منطقة سباتة، و ثمن جهود معد البرنامج الإعلامي سعيد بوزيان، الذي استطاع التغلب على كافة الصعاب و تجاوزها و أكيد لن تستطيع أية وسيلة، تحقيق النجاح و جذب المتابعين بشكل كبير إليها ما لم تتبن قضايا و هموم الناس الحياتية و تعمل على إبرازها بشكل يتوافق و مشكلات الحياة اليومية التي تعيشها ساكنة الأحياء المهمشة و الفقيرة و المعوزة.
