ياسين الضميري
تعود سكان سباتة بالعاصمة الاقتصادية أن يشاهدوا كل لحظة و حين العشرات بل المئات من المتشردين و المتسكعين يصولون و يجولون بشوارع منطقتهم و هم في حالة مزرية بعد أن طالهم النسيان من مبادرات المجالس المنتخبة و الجهات الوصية بالمنطقة.
و أصبح منظر هؤلاء المتشردين و المتسكعين الذين يملؤون طرقات و شوارع سباتة و يحتلون أرصفتها و حدائقها ليلا أمرا روتينيا و شبه عادي ، هؤلاء “المنسيون” الذين يفترشون الأرض و يلتحفون السماء و يتأبطون أطنانا من المعاناة لا أحد غير خالقهم يدري طبيعتها.
الغريب في الأمر أن من بين هؤلاء المتشردين الذين تضاعف عددهم بشكل رهيب في الأونة الأخيرة بسباتة شخصا يبدو من الوهلة الأولى أنه غير مغربي ، شاب يافع بملامح أجنبية و بتصرفات غير عادية ، يرتدي سروالا ممزقا يشده بحزام غريب اثار فضول الساكنة التي تفطنت للأمر فسارعت لإخبار السلطات.
يوسف مسافر، رئيس الجمعية المغربية العربية للثقافة و التنمية المستدامة و أحد أبناء منطقة سباتة بالبيضاء كان أول من انتبه لغرابة وجود شخص بملامح أوروبية في هوية “متشرد” بالمنطقة مما دفعه للتقرب منه و محاولة فهم أسباب و حيثيات حلوله بالمغرب و كيف وصل لحالة التشرد التي يدعيها و يوجد عليها.
في اتصالنا بيوسف مسافر الفاعل الجمعوي بمنطقة سباتة ، أكد أنه تفاجأ لوجود شخص بهيئة “متشرد” و بملامح أوروبية يجلس بذات المقهى الذي هو من رواده بشارع الداخلة بسباتة مما دفعه لاستفسار مسير المقهى الذي أكد له أنه أصبح يفد كل يوم لشرب فنجان قهوة و ينصرف لحال سبيله.
و أضاف ذات المتحدث أنه و في حوار ودي مع الشخص الغريب الأطوار و الذي يجيد التكلم باللغتين الإسبانية و البرتغالية فقط خلص لكونه قدم للمغرب بصفة سائح برتغالي و دخل الحدود المغربية من ميناء طنجة في شهر يونيو الفائت و يتوفر على جواز سفر برتغالي ممزق الصفحات.
فضول رئيس الجمعية المغربية العربية للثقافة و التنمية المستدامة دفعه لتتبع خطوات هذا الشاب الغريب الأطوار ليتفاجأ بأنه يمضي أغلب أوقات يومه في محل للأنترنيت “سيبير” و ينام في الليل وسط حديقة عمومية بالقرب من المنطقة المعروفة ب “الواحد و ثمانين” قرب شارع محمد السادس ، الأمر الذي استدعى ضرورة إخبار السلطات العمومية و الأمنية و التي حلت بعين المكان و قادت الشاب البرتغالي المشبوه في أمره لوجهة غير معلومة.
الأخبار المتداولة وسط ساكنة المنطقة تفيد بكون المعني بالأمر كان يخطط لأمر مشبوه قد يهدد أمن و استقرار المغرب خاصة أنه كان يوهم السلطات بكونه متشرد و يمضي أغلب وقته في “سيبير” و يتواصل مع أشخاص غرباء من خارج الوطن ، فيما أخبار أخرى غير مؤكدة تفيد بكون الشاب البرتغالي قدم للمغرب لزيارة إحدى الفتيات المغربيات التي وقع في غرامها عن طريق الأنترنيت قبل أن يتعرض للسحر و الشعودة و التي جعلته في تلك الحالة ، أخبار ستؤكدها أو تفندها تحقيقات السلطات الأمنية التي أصبحت على علم بهذا الموضوع بفضل أبناء منطقة سباتة و ليس بفضل عيونها التي لم تنتبه للأمر.