عاد الإعلامي السعودي المثير للجدل، الذي يقدم نفسه كـ”متخصص في القضايا الاقتصادية”، فهد الشمري، إلى رشق مجموعة من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسهام التجريح والقذف مستندا على “بنات أفكاره”، وهذه المرة وصلت سهامه إلى المغرب الذي انتقد “اعتماد” اقتصاده على السياحة وتحويلات المهاجرين، واصفا إياه، بغيرِ قليلٍ من “التشفي”، بأنه “اقتصاد فاشل ومنهار”.
وخصص الشمري إحدى خرجاته، بتاريخ 21 أبريل الجاري، للحديث عن “انهيار اقتصاد بلدان الطرابيش”، على حد وصفه، في إشارة إلى كل من المغرب والأردن وتركيا ومصر، كناية على ارتداء مواطني هذه الدول للطربوش في الماضي، معتبرا أن سبب هذا الانهيار هو اعتماد تلك الدول على السياحة التي وصفها بأنها “اقتصاد عفن”.
وأورد الشمري، أن “السياحة مسألة مزاجية ووقتية وليست عَصَبا للأمم، وهذه البلدان تركت الصناعة والزراعة وركزت على المجال السياحي”، قبل أن يعتمد خطابه على قاموس غير أخلاقي، حيث أورد أن “السياح يأتون من أوروبا لأجل أن يتبولوا على شعوب تلك الدول”، خاصا بالذكر المغرب الذي قال عنه إنه يتفاخر بـ12 مليون سائح أدخل لخزينته 8 مليارات دولار، مضيفا أن الأولى له أن يركز على “الصناعة والزراعة وأعمال التقنية”.
ومضى “الإعلامي” السعودي التافه أبعد من ذلك حين اعتبر أن شعوب هذه الدول “تريد الراحة ولا ترغب في العمل لذلك تعتمد على السياح أو على إرسال أبنائها العمل بالخارج ومن ثم إرسال الأموال”، معتبرا أن مبلغ ملياري دولار الذي يتم تحويله للأردن عبر مهاجريه مبلغ ضئيل.
لكن الغريب أن الشمري عندما تطرق لتحويلات مغاربة المهجر، قال إنها تغدق على المغرب 60 مليار دولار في السنة، ولم يجد تفسيرا لذلك إلا الحديث عن كون المملكة تُصَدر بناتها للخارج لاحتراف الدعارة، خالصا إلى أن “اقتصاد البلد يعتمد على البغاء”.
وتعبر هذه الخلاصات عن سذاجة “الإعلامي” السعودي، فالرقم الذي أورده أصلا غير صحيح، إذ وصلت تحويلات مغاربة المهجر العام الماضي 64 مليار درهم وليس 60 مليار دولار، ومصدرها أكثر من 5 ملايين مواطن مغربي يقيم جلهم في أوروبا، بالإضافة إلى أنه لم يتحدث عن باقي المصادر الأخرى للعملة الصعبة بالمغرب الذي تتجاوز بكثير عوائد السياحة، وعلى رأسها صناعة السيارات التي تحتكر 25 في المائة من الصادرات المغربية.
وتفادى الشمري، الذي سبق لقبيلته نفسها أن أعلنت “براءتها” منه عقب تصريحات أساء فيها للفلسطينيين والمسجد الأقصى، (تفادى) الحديث عن إعلان بلاده أيضا الاعتماد على السياحة، بمباركة مباشرة من ولي العهد محمد بن سلمان الذي جعلها جزءا من “رؤية 2030″، بل إن العمل بالتأشيرات السياحية لدخول السعودية بدأ بالفعل مؤخرا.