قررت الحكومة الكتالونية نقل مقر تمثيليتها الدبلوماسية في شمال إفريقيا إلى المغرب بدلاً من تونس، في انتظار رد السلطات المغربية بالموافقة أو الرفض. وذلك في خضم التقارب بين الحكومة المركزية في مدريد والنظام الجزائري وسعيهما إلى توطيد العلاقات على هامش وفع الواردات الطاقية من الجزائر إلى اسبانيا.
أعلنت وزيرة العمل الخارجي والحكومة المنفتحة في كتالونيا ، فيكتوريا ألسينا ، أمس الإثنين ، عن افتتاح مندوبيات حكومية جديدة في أوروبا وإفريقيا وأمريكا وآسيا خلال هذا العام 2022، بالإضافة إلى نقل وتغيير أسماء بعض المندوبيات. وبهذا الٱجراء سيكون لدى حكومة كاتالونيا ، عوض 14 تمثيلية في الخارج خاليا، 20 تمثيلية، وفقًا لبيان صادر عن الحكومة الكاتالونية.
وأعادت السلطة التنفيذية الكتالونية تحديد الولاية الجغرافية للتمثيليات الحالية ، وتغيير اسم العديد من المندوبيات لتعكس نطاقها بشكل أفضل. ومن ضمن هذه التغييرات نقل تمثيليتها السياسية والدبلوماسية من تونس إلى الرباط بالمغرب ، وتمت إعادة تسميتها باسم المندوبية الحكومية في شمال إفريقيا.
يأتي هذا، في وقت تواصل الحكومة المركزية في مدريد اتصالاتها مع الجبهة الانفصالية، رغم أن المغرب عبر عن موقف سياسي واضح لا لبس فيه في عام 2017 عن دعمه للحكومة المركزية، رافضًا الإعلان عن انفصال كاتالونيا من جانب واحد. وأعرب عن التزامه بسيادة إسبانيا ووحدتها الترابية وسيادتها على أراضيها.
وفي ميزان السياسة وموقفها، يذكر أن كارليس بويجديمونت ، الرئيس السابق لكاتالونيا لم يخف أبدا دعمه لمغربية الصحراء ،بيد أن الحكومة المركزية قررت التصعيد مع المغرب في ملف وحدته الترابية إبان استقبالها لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، ابراهيم غالي، سرا وبهوية جزائرية مزورة في خرق سافر لمبادىء الثقة والاحترام وحسن الجوار.
وكان افتتاح “سفارة” كتالونيا في المغرب في 25 مارس 2003، قد خلف أزمة بين كاتالونيا والحكومة الإسبانية المركزية ، حيث لم يحضر السفير الإسباني حفل افتتاح مكتب الدار البيضاء، قبل أن يتم بعدها عام تقريبا ، المسؤوليين الكتلان إغلاق تمثيليتهم الدبلوماسية في الدار البيضاء ، وإقالة ممثلها ، الأمين العام السابق.
يذكر أنه في خريف 2017 شهد إقليم كاتالونيا استفتاء على الاستقلال تخلله أعمال عنف ومظاهرات مؤيدة ورافضة له. بعد تصويت برلمان الاقليم على الاستقلال تخشى الحكومة المركزية في مدريد من تفكك إسبانيا وبداية حقبة نزاعات داخلية في أوروبا.
كتالونيا إقليم أسباني يقع شمال شرق البلاد على حدود فرنسا الجنوبية. يعد الإقليم من أكثر مناطق إسبانيا ثراء. يمتد تاريخه إلى القرون الوسطى ويرى الكثير من أهله أنهم لا ينتمون إلى إسبانيا ويجب استقالتهم عنها. أما عاصمة الإقليم فهي مدينة برشلونة التي تعد المركز الاقتصادي والسياسي الأهم بعد مدريد. يقدر عدد سكان الإقليم حاليا بأكثر من 7.5 مليون نسسمة في حين تبلغ مساحته أكثر من 32 ألف كلم مربع.