فرار مدير بنك اختلس 3 ملايير بخريبكة، حيث أمر الوكيل العام للملك باستئنافية خريبكة، الأربعاء 11 ماي 2022، عناصر الشرطة القضائية بفتح تحقيق قضائي حول فضيحة اختلاس مدير وكالة بنكية، يوجد مقرها وسط المدينة، لـ3 ملايير، من حسابات زبنائه من كبار أعيان المنطقة، وفراره صوب وجهة مجهولة، ما أثار حالة ذعر وخوف شدیدین وسط زبناء الوكالة المالية.
وذكرت يومية “الصباح”، في عددها ليوم الخميس 12 ماي 2022، أن اجتماعا أمنيا مستعجلا عقده رئيس المنطقة الأمنية بأمن خريبكة، رفقة رئيس الشرطة القضائية وفريق من محققي الشرطة القضائية بالمدينة، لوضع خريطة طريق مستعجلة في محاولة للوصول إلى مدير الوكالة البنكية المتهم بالاختلاس واسترجاع الأموال المختلسة واستعادة ثـقـة الـزبـائـن فـي الـبـنـوك المغربية، بعد احتجاج العشرات من زبائن الوكالة البنكية، ومطالبتهم بسحب أموالهم للاحتفاظ بها في منازلهم.
ونقلا عن مصادر الجريدة ذاتها، فإن بحثا إداريا وماليا داخليا تباشره الإدارة العامة والجهوية للوكالة البنكية في محاولة منهم لحصر عدد الحسابات البنكية التي طالها التلاعب في تحويلاتها المحاسباتية، خاصة أن شرارة الاختلاس طالت أقرب أصدقائـه مـن زبـنـاء وكـالـتـه البنكية، من سيدات ورجـال الأعمال والـعـقـار، وأصحاب وكالات صرف العملات الأجنبية، بالإضافة إلى الجالية المغربية بالخارج.
وأضافت المصادر نفسها أن مدير الوكالة اختلس من حساب امرأة 300 مليون فأغمي عليها، بعد تفحصها لحسابها البنكي، عبر تطبيق هاتفها المحمول، ما عجل بانتقال باقي الزبائن، صوب إدارة الوكالة البنكية بفعل ما أحدثته حرارة الاتصالات الهاتفية بين بعض الموظفين وأصدقائهم، ما سبب حالة استنفار قصوى بالمدينة.
وأكدت مصادر عليمة لـ”الصباح” أن كبار مسؤولي المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، دخلوا على خط القضية فـي مـحـاولـة لـتـظـافـر الـجـهـود الاستخباراتية والبحث الأمني والترصد الهاتفي للمدير الـهـارب من العدالة وزوجته ومحيطه، في محاولة منهم للوصول إليه بهدف استعادة الأموال المختلسة.
وتابعت اليومية سرد أحداث القضية على الصفحة الـ9، مشيرة إلى أن تعليمات صارمة شخصية أصدرها أحمد المسموكي، الوكيل العام للملك باستئنافية خريبكة، لفريق المحققين بالشرطة القضائية بالمدينة، بالتحرك السريع في أكثر من اتجاه بعد رسمه لخريطة طريق ستساعد رجال الحموشي على تتبع مسار هروب مدير الوكالة، بناء على معلومات وفرتها أجهزة أمنية مسؤولة.
وأوردت الصحيفة ذاتها أن بعض المعلومات الدقيقة ستعجل بفك خيوط هذه الفضيحة، التي هزت منسوب ثقة رجال الأعمال والمنعشين العقاريين في البنوك المحلية، بعد توالي تلاعب مسؤوليها بالحسابات البنكية، كما أكدت الأبحاث الأولية أن زوجة المدير الهارب، وهي موظفة بنكية كذلك، تستفيد من رخصة مرضية خاصة بالولادة، ومايزال هاتفها الخاص مقفلاً، ما زاد من متاعب زبائن الوكالة البنكية، الذين كانوا يستعينون بها خلال معاملاتهم البنكية.
واستغربت مصادر عليمة للسكوت غير المبرر لمسؤولي الإدارة المحلية للوكالة البنكية بخريبكة، عن فتح تحقيق قبلي مع مدير الوكالة المالية الموجودة بساحة المجاهدين وسط المدينة بعد توصلهم بمعلومات من موظف زبون، مست يد مدير الوكالة حسابه الشخصي خلال جائحة كورونا، لكن اكتفاء الإدارة المحلية بجلسة غذاء بإحدى باحات الاستراحة المملوكة لزبون مهم عجلت بطي الملف دون إجراء قبلي، مما فتح شهية مدير الوكالة المالية لاختلاس المزيد من الملايير.
ولم تستبعد مصادر اليومية نفسها أن تكشف الأبحاث الأمنية والبحث التقني لأطر المديرية العامة للأمن الوطني، عدد الاتصالات الهاتفية بين المدير الهارب ومسؤولين بالإدارة المحلية بخريبكة، وأن فك تشفير هذه الاتصالات من شأنه الوصول إلى حقيقة استثمار جزء من هذه الأموال في صرف العملات في السوق السوداء وأخرى في الاتجار في العقار وتقاسم الأرباح بين عدة أطراف بالمدينة.
ويعول ضحايا الوكالة البنكية بخريبكة على صرامة وجـديـة الوكيل العام للملك باستئنافية المدينة، وتحريات الأجهزة الأمنية في الوصول إلى الفاعل الهارب، الذي استغل ارتفاع منسوب الثقة بينه وبين زبنائه الذين كانوا يجرون تحويلات مالية من حسابهم الشخصي إلى حسابات أخرى بواسطة مكالمات هاتفية عن بعد على أساس توقيع توصيلات التحويل خلال أوقات أخرى، تكون غالبا في ساعات متأخرة من الليل.
وأعرب محتجون ضحايا الاختلاسات المالية عن صدمتهم، حول حقيقة مدير الوكالة البنكية والتلاعب في حسابهم المالي، ليضيفوا أنه اكتسب المزيد من ثقتهم، من خلال اللقاءات التي كانوا يعقدونها معه رفقة مسؤولة كبيرة بالإدارة البنكية، عجلت بمشاركتهم له في عدة صفقات محلية، استحوذ الجميع منها على أرباح مالية مهمة كان آخرها إنشاء شركة لتأجير السيارات الفارهة، بإحدى المدن السياحية الكبرى للمملكة.
وأردفت اليومية أن تحليلا كليا وحقيقيا لعلاقات المدير وجرد الاتصالات الهاتفية من شأنه أن يكشف عدة حقائق حول المستفيدين معه من ثلاثة ملايير المختلسة من حسابات زبائن وكالته المالية، خاصة أن بعض المقربين منه بدؤوا يتحدثون عن سقوطه ضحية لوبيات مالية، استغلت ثقة الزبائن فيه واقحامه في مشاريع عقارية لم يتمكن من بيعها قبل افتضاح أمره.