ما يحز في النفس أن تتحول الوداديات السكنية بعمالة ابن امسيك إلى تجارة مربحة تتحكم فيه لوبيات الموظفين النافدين، متى كانت وزارة الداخلية تتغاضى عن “حالة التنافي” وكيف سمحت للموظف (ع.ر)، بتأسيس ثلاثة وداديات سكنية بنفس العمالة (ودادية الرحمة للسكن ودادية الأمل للسكن ودادية الخير للسكن) دون حتى أن تكلف نفسها عناء البحت والتقصي، اللهم إذا تغيرت القوانين الجاري بها العمل وبات من الممكن رئاسة عدة وداديات، الوداديات المذكورة تسيرها نفس التشكيلة و بعد أن انكشف أمرهم اهتدوا إلى فكرة تنصيب أعضاء شرفيين يتمتعون بصفة الآمر بالعمالة حسب ما يروجه الموظفين الصغار الذين لم تعجبهم الطريقة التي يسير بها رئيس الودادية ومعاونيه الوداديات الثلاثة، وما أثار حفيظتهم أكثر هو استثناء الأعضاء الشرفيين وأعضاء المكتب المسير من القرعة ومن تأدية الدفعات المطلوبة لاقتناء الشقة مع الإعفاء من 50 في المائة من تكاليف إنجاز الشقة.
الجشع والبحت عن سبل الغنى السريع غيبا الطابع التضامني للوداديات السكنية مع العلم أنه لم يتم التنصيص بأولوية الاستفادة للموظفين بالعمالة والمصالح الخارجية أولا للذين لا يملكون سكن قار، وإذا كان أعضاء الودادية السكنية يعتبرون من الميسورين ويتوفرون على سكنهم الخاص فلماذا لم يعملوا لصالح الموظف الضعيف الذي لازال يبحث عن وسيلة تمكنه من شراء قبر الحياة، مادام الهدف من تأسيس الوداديات السكنية يتمثل أساسا في إشاعة جو من الثقة والتعاون والتضامن من أجل امتلاك سكن لائق وبأقل تكلفة ممكنة وبشروط تفضيلية…
