في الوقت الذي أعلن فيه نزار بركة، وزير التجهيز والماء دخول المغرب مرحلة طوارئ مائية بسبب نقص حاد في المياه المتوفرة نتيجة الجفاف وشح التساقطات، كشف محمد بودريقة، النائب البرلماني عن فريق التجمع الوطني بمجلس النواب وجود خصاص مائي تعانيه مدينة الدار الكبرى.
دق محمد بودريقة، عضو فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، ورئيس مجلس مقاطعة مرس السلطان بالبيضاء، ناقوس الخطر بخصوص حالة التزود بالماء الصالح للشرب في المدينة، متوقعا الشروع في قطع الماء عن الصنابير خلال أسابيع قليلة، إذا لم تسعف المدينة حلول السماء، بعد أن فشلت حلول القطاع الحكومي المكلف، في إشارة إلى وزارة التجهيز والماء، التي يحمل حقيبتها نزار بركة، أمين عام حزب الاستقلال.
وكشف بودريقة، في تصريح لـ «الصباح»، النقاب عن فحوى رسالة تحذير تلقتها زميلته في الحزب نبيلة الرميلي، بصفتها العمدة، من الشركة صاحبة التدبير المفوض للماء والكهرباء «ليديك» تتوقع حصول الأسوأ بعد شهرين من الآن، إذ ستجد الشركة المذكورة نفسها مضطرة إلى تحديد أوقات تزود البيضاويين بهذه المادة الحيوية، خاصة في ظل عدم وجود أي مبادرة ملموسة لمواجهة شبح العطش، إذا لم تنتعش حقينة السدود المزودة للعاصمة الاقتصادية بتساقطات في الصيف وهو احتمال ضعيف.
وانتقد بودريقة طريقة عمل الوزارة الوصية التي اعتبر أنها لم تنتج إلا خطابات لم يظهر لها أي أثر على أرض الواقع، وأن الحديث عن تحلية مياه البحر مازال مجرد تمنيات، وكذلك عدم تفعيل التدابير والإجراءات الرامية إلى ترشيد استعمال الماء خاصة في ما يتعلق بالاستعمالات غير الضرورية، في إشارة منه إلى التأخر الحاصل في تفعيل توصيات رامية إلى استعمال مياه الأمطار المخزنة.
ونبه عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار إلى ضرورة المرور إلى العمل، لأن شبح العطش يداهم المدن الكبرى، مستغربا كيف تأخر تنزيل أوراش مهمة في هذا المجال، من قبيل إعادة استعمال المياه العادمة.
وتوصل وزير التجهيز والماء بسؤال كتابي من بودريقة حول وضعية الماء الصالح للشرب بالبيضاء أوضح فيه بأن المدينة تشهد حاليا تحديات كبرى بهذا الخصوص بسبب شح التساقطات المطرية، فضلا عن تراجع المخزون المائي المعبأ بالمنطقة وتراجع حقينة السدود المجاورة.
وشدد عضو الفريق التجمعي النائب البرلماني عن دائرة الفداء على ضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات الضرورية، بالنظر إلى أن الوضع سيزداد تأزما في ظل تأخر إنجاز مشروع محطة المياه المندمج، والذي يدخل ضمن الإستراتيجية الوطنية للماء 2009-2030، مستفسرا عن تقيم الوزارة الوصية لوضع التزود بالماء الصالح للشرب بالبيضاء وعن التدابير الآنية اللازمة لمواجهة النقص المسجل.
ومن جهتها أطلقت وزارة التجهيز والماء حملة لتوعية مختلف المواطنين بضرورة الحد من تبذير المياه، وذلك نظرا لوضعية الإجهاد المائي الذي تواجهه المملكة، وبناء على قرارات حكومية، موضحة في بلاغ لها أن المغرب في حالة طوارئ مائية، إذ في الوقت الذي تتناقص فيه الموارد المائية يعرف منحنى استهلاك المياه بين المستخدمين ارتفاعا، وأنه “أمام هذا الوضع فمن الضروري، اليوم، أن ندعو إلى التوقف عن ممارسة أي شكل من أشكال تبذير الماء، حفاظا على الموارد الحالية ومن أجل ضمان التوزيع العادل للمياه لفائدة الجميع».